الخميس، 4 نوفمبر 2010

اخْتِنَاق !

أُحسُّ بِاختِنَاق بِالشريَانِ الأورطى .. و تَنَاقص التَبَادُل الغَازِي فِي الرِّئَتِين ..
وَ صَفَعات تَتْلُوهَا صَفَعَات .. تَتْلُوهَا طَعْنَات

وَ تَبْقَى الطَّعْنَ’ تّذرِفُ الدَّمعَة وَرَاءَ الدَّمعَة .. حَتَّى تُصبِحُ المَخَّدّة المُبتلَة عِنوانًا لِدموعِنا ..
خَرِيفٌ يَنْتَهِي وَ شِتَاءٌ قَادِم .. وَ بِهِ يُمكِنُننِي البَقَاء تَحتَ المَطَرِ بِالدٌّموع
وَ تَتَعَالَجُ  الجُرُوح التِي لَا تُذْكَر .. وَ لَكِن مَن يَنثُرُ المِلَح على جُرحِه كُلَّ يَوم ..
يَبْقَى الجِرحُ مُلازِمًا لَهُ وَ كَأن الظِّلَ بِجَانِبِه اخْتَفَى وَ تَبّدَل بِجُروحِ تَنزُف !

وَ تَجْعَلُ دُمُوعِي مِنِّي سَرَابًا لًا يَكَادُ يُذكَر.. وَ كَأنَّ النّاس كُلَّهَا تَنْظُرُ لِي وَ تَرَى جُرُوحِي العَاريّة تَنْزُف وَرَاءَهَا مُخلِّفَةً كَومًا كَبِيرًا مِنَ الفَرَح وَ السَّعَادة ..
وَ تَعْقُبُهَا الدُّخُول فِي دَهَالِيزَ مُظلِمَة تَحْوي الكَثِير مِن الأَلَم وَ الحُزن ..

كُنتُ أَرَى فِي الدِّهليزِ خَلَاصِي وَ مُتْعَتِي .. وَ كُنتُ أَرَى فِيهِ سَعَادَتِي .. مَا مَرَّت 72 سَاعَة .. حَتَّى بَانَ النِّفَاقُ فِي العَين .. وَ ظَهَرت الحَقِيقَةُ المَخفِيّة ..

وَ ظَهَرَت الأَنيَابُ المَكْشُوفَة وَ أَصْبَحَ الدِّهْليزُ مُجَرَّدَ ذِكْرَى سَيئَة تَطْرَأُ  عَلَى البَال .. وَ تُضّيقُ مَسَاحَات التَنَفُّس لَدَي .. حَتَّى لَا أسْتَطيعُ إِلَّا التَنَفُّس بِالاخْتِنَاق !

زَهْرَاء سَلْمَآن ..
11/10/1431ه
19/10/2010م